في اللغة إن الجمع هو ضم الشئ بتقريب بعضه من بعض، ويوم الجمع هو يوم القيامة، لأن الله يجمع فيه بين الأولين والآخرين، من الأنس والجن، وجميع أهل السماء والأرض، وبين كل عبد وعمله، وبين الظالم والمظلوم، وبين كل نبى وأمته، وبين ثواب أهل الطاعة وعقاب أهل المعصية.
قال تعالى: {يَوْمَ
يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَن
يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ
وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التغابن9
قال
تعالى: {اللّهُ
لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ
رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً }النساء87
{رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ }آل عمران9
الله
الجامع لأنه جمع الكمالات كلها ذاتا ووصفا وفعلا، والله الجامع والمؤلف
بين المتماثلات والمتباينات والمتضادات، والمتماثلات مثل جمعه الخلق الكثير
من الأنس على ظهر الأرض وحشره إياهم فى صعيد القيامة، وأما المتباينات
فمثل جمعه بين السموات والأرض والكواكب، والأرض والهواء والبحار، وكل ذلك
متباين الأشكال والألوان والطعوم والأوصاف.
وأما
المتضادات فمثل جمعه بين الحرارة والبرودة، والرطوبة واليبوسة، والله
الجامع قلوب أوليائه الى شهود تقديره ليتخلصوا من أسباب التفرقة، ولينظروا
الى الحادثات بعين التقدير، إن كانت نعمة علموا أن الله تعالى معطيها، وإن
كانت بلية علموا أنه كاشفها الجامع من العباد هو من كملت معرفته وحسنت
سيرته، هو من لا يطفئ نور معرفته نور ورعه، ومن جمع بين البصر والبصيرة