هو الذي يوفق عباده للتوبة حتى يتوب عليهم ويقبل توبتهم فيقابل الدعاء بالعطاء ، والتوبة بغفران الذنوب .
{فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }البقرة37
الذي يتجاوز عن تقصير المقصرين في حقه ، فلم يؤاخذهم بذنوبهم حين رجوعهم
إليه وتوبتهم ، بل يصلح حالهم معه ويتهيئوا بعدها لكرامته ، وهو مبالغة من
قابل التوب ، والتائب : المنيب الراجع للتواب ولقابل التوب والمصلح لحاله
معه بتوبته ، فيعفوا عن ذنبه ، أو يغفره ، أو يستره ، ولا يؤاخذه به ويصلحه
معه .
{رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }البقرة128
إن الله تعالى هو التواب الحق : بل يحب التوابين وهو حبيب التوابين ، وقابل
التوب ، فمن يرجع لله ويصفي نفسه مع الله التواب يخلصه من كل تبعات ذنوبه ،
بل يحبه ويغفر له ويستر عليه ، بل يعفو عنه ويذهب بكل آثر له ، بل يبدل
سيئاته حسنات ، فسبحانه من حليم بر ودود رحيم تواب ساتر غفار عفو كريم